الأربعاء، 19 أبريل 2017

تحدي الريتويت

تحدي الريتويت
لا يكاد ينقضي أسبوع واحد حتى تمر علينا موجة جديدة أو متجددة من موجات وسائل التواصل الاجتماعي. ولعل أحدث هذه الموجات هي موجة تحدي الريتويت (إعادة التغريدة).
 ويعرف هذا النوع في التسويق بالـموضات العابرة أو الـ Fad وهي الفترات القصيرة التي يزداد فيها تفاعل العملاء وحماسهم تجاه المنتج أو ظاهرة معينة بشكل كبير جداً نتيجة الشهرة المفاجأة له وغالبا ما يتبعها انحدار مفاجئ أيضا خلال دورة حياة قصيرة بعكس الأنماط أو الـ Styles التي تأخذ وقتها في النشؤ والتقدم والنمو والنضج ومن ثم الانحدار. وكثيرا ما تصلني استفسارات عما يجب على الشركات فعله في مثل حالة الموضات العابرة في التسويق فأجد نفسي أردد قول الإمام الشافعي رحمه الله:
إذا هَبَّتْ رِياحُـكَ فَاغْتَـنِمْـها     فَعُقْبَى كُـلِّ خـافِقَةٍ سُكُـوْنُ
وكما ذكرت في بداية حديثي هي موجات جديدة أو متجددة ولعل ما نراه هذه الأيام من تحديات بعض المغردين في التويتر للحصول على منتجات أو خدمات مجانية من الشركات مقابل أعداد كبيرة من الريتويت هي صورة من صور هذه الموضات العابرة المتجددة. وقد كان أول ظهور وتفاعل كبير لافت مع هذه الموجات في السعودية في مايو 2014 عندما طلب ويليام بويتو (طالب أمريكي) من الدكتور ديفيد بول إلغاء الاختبار النهائي للمادة في حال حقق الطالب 50 ألف إعادة تغريدة. وفعلا حقق الطالب إعادة التغريدات خلال 13 ساعة فقط وكانت أول تغريدة له بعد هذا الإنجاز "أحب السعودية وكل الناس فيها" وذلك لأن نسبة كبيرة من إعادة التغريدات كانت من السعودية. وكان هذا مؤشر أولي على قابلية تفاعل عالية لدى المجتمع السعودي مع هذه الموجات. 
وبعد ذلك بأقل من عشر أيام حصل هناك تحدي بين موظف في أحدى شركات السوشيال ميديا السعودية ومدير الشركة أنه في حال حصل على 30 ألف إعادة تغريدة فإن الشركة سوف تتكفل برحلة سياحية لكافة موظفين الشركة (وكان عددهم 17 موظفا في ذلك الوقت) لمدينة دبي وهو ما تم فعلا خلال مدة لم تتجاوز الـ 50 ساعة. وتوالت بعد ذلك مجموعة من المواقف لا يتسع المجال لذكرها. وكان مجموع هذه المواقف يؤكد على تأصل مفهوم "الفزعة" في المجتمع السعودي وقابليته للتفاعل مع الموجات بشكل سريع وكبير وهذا ما يجب على الشركات التنبه له فالفزعات قد تكون سلبية أو إيجابية للشركات.
ولعل من المناسب ذكر بعض الأسباب التي قد تكون عاملا مساعدا في انتشار بعض التغريدات. فمثلا توقيت التغريدة (سواء اليوم أو الساعة أو المناسبة) والطلب الصريح لإعادة التغريدة ونشرها عبر قنوات تواصل اجتماعي مختلفة (مثل الواتس أب) وحديث الناس عنها وحس الفكاهة في صياغة التغريدة وقصر التغريدة حيث ينصح أنت تكون بحدود 110 حرف (حسب دراسة دان زاريلا) واستخدام الصور في التغريدة واستخدام هاشتاق مناسب وعوامل لفت الانتباه فيها والصياغة السهلة للتغريدة وكذلك تجنب الكلمات غير المرغوب في إعادة تغريدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق