الصفحات

الخميس، 3 أغسطس 2017

ضمان مدى الحياة

ضمان مدى الحياة
مقالي في صحيفة مال بتاريخ 30 يوليو 2017
يروى أن أحد ورش دهان ورش السيارات علقت لوحة كبيرة عند المدخل " ضمان مدى الحياة" وكتبت تحتها ملاحظة صغيرة يلغى الضمان في حال تعرض السيارة لظروف بيئة ويشمل ذلك المطر والغبار والرياح وأشعة الشمس المباشرة!!! وهذا يعني أن الضمان في الحقيقة لا يتعدى دقائق معدودة من خروج السيارة من الورشة.
والقصص المشابهة في هذا الموضوع تكاد لا تحصى ولا يتسع المجال لذكرها وأعتقد أن الردود على هذا المقال ستتزاحم في ذكر التجارب المحزنة. نحن بحاجة لرقابة المحتوى الإعلاني في السوق السعودي. فمثلا عندما تدعي شركة ما أن هذا المنتج يقضي على الجراثيم ويزيل القشرة أو يمنع تساقط الشعر هل هناك من يحاسبها على هذا الإدعاء؟.
يقول الدكتور متعب التميمي (طبيب جلدية – المستشفى الجامعي في مدينة ميونخ – المانيا): "المضحك المبكي، أنه لا يوجد شامبو ثبتت فعاليته طبياً وتم الترخيص له ضد تساقط الشعر! ومع ذلك تجد المئات منها في الأسواق تدعي ذلك بشكل صريح!"
في الحقيقة يحق لمن أشترى المنتج وجربه ولم يحقق له المنفعة المزعومة رفع بلاغ غش تجاري وعليه إثبات شرائه للمنتج استخدامه بشكل صحيح وغيرها. ولكن ليس هذا ما نطمح له لأن نسبة من يقوموا برفع بلاغ في حالة تعرضهم للاحتيال في المنتجات الإستهلاكية لا تتعدى 3%. وهناك مجموعة من العوامل التي تمنع العملاء رفع بلاغ غش تجاري مثل قلة الوعي بحقوقهم وعدم معرفة الاجراءات والتكاسل أو عدم المبالاة أو ظنهم أن البلاغات لن تقدم أي جدوى في الموضوع.
لو تأملنا التجربة الأوروبية لوجدنا أنه لا يسمح لأي معلن بوضع معلومة في الإعلان إلا بعد أن يذكر مصدر هذه المعلومة في نفس الإعلان فمثلاً لو أن شركة معجون أسنان تدعي أن منتجها يعالج إلتهاب اللثة أو يزيل الجير أو يبيض الأسنان يجب عليها أن تذكر في نفس الإعلان ما هو مصدر هذه الدراسة التي أثبتت فعالية المنتج. فالأمر ليس متروكا للشركات لتزعم كما تريد.
المادة 74 "محضورات مضامين الإعلان" والمادة 75 "ضوابط نشر إعلانات الطرق" والمادة 76 "ضوابط الإعلان التجاري في الصحف المحلية" في نظام المطبوعات والنشر لم تتطرق للمحتوى الإعلاني ذاته من الناحية التسويقية ولكن تطرقت لأمور هامة أخرى مثل عدم التطرق للروابط الأسرية والتقاليد وعدم عرض الجريمة وعدم استخدام ألفاظ نابية وغيرها.
ونحن نعلم عن وجود المحضورات دينية واجتماعية وتجارية وسياسية في الإعلانات ولكن ماذا عن صدق الرسالة التسويقية من يحاسب المعلنين عنها. الحاجة إلى وجود نظام صارم للرقابة على المحتوى التسويقي جدير بإيقاف استغلال كثير من الشركات لحسن نية العملاء وحاجتهم. وزاد هذا الموضوع مع انتشار المعلنين من المشاهير والمؤثرين في وسائل التواصل الإجتماعي. فنجد بعضهم للأسف يروج لمعلومات مغلوطة عن المنتوجات والشركات في سبيل الكسب المادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق