السبت، 26 سبتمبر 2015

كيف يختار الباحث طريقة البحث


أنواع التحليل النوعي (الكيفي)

أنواع التحليل النوعي (الكيفي)

من أهم الأسئلة التي تواجه الباحث في الدراسات النوعية هو سؤال ما هي طريقة التحليل المناسبة لبحثي؟

هناك طرق كثيرة جدا من التحليل النوعي ونظرا لطبيعية الفلسفة التفسيرية (Interpretivism Philosophy) والنظرة النسبية  (Subjectivism)لهذه المدرسة فإن هذه الطرق تتغير وتتشكل حسب حاجة البحث وليس لها قالب ثابت مثل المدرسة الكمية. كما يجدر التنبيه أن المسميات بين علماء هذه المدرسة غير متفق عليها وتجد كثيرا من الإختلاف في المسميات واستخدام نفس المصطلح لشرح معنيين مختلفين.

وأشهر هذه الطرق هي 1)Thematic 2)Content 3)Discourse 4)Narrative 5)Hermeneutic
ملاحظة مهمة: في الغالب هذه الطرق مكملة لبعضها ولا تتعارض ويمكن استخدام أكثر من طريق لتحليل نفس البحث مع وجود طريقة رئيسية (حسب التعريف المتبنى لهذه الطرق).

تعرف الثلاث طرق الأولى (ثيماتيك-كونتنت-ديسكورس) بطرق التحليل الكودي (الترميزيCoding ) والتي تعتمد على تحديد الأكواد قبل بداية التحليل أما الطريقة الرابعة (ناريتف) فهي الطريقة السردية وتستخدم غالبا في طرح القصص وسير الأعلام وعرض تطور ظاهرة معينة. فمثلا عند تحليل تطور ظاهرة معينة ينتقل الباحث من حدث لحدث مع محاولة الربط بين الأحداث مع شرحها وتبريرها واستنباط سمات وصفات مشتركة بين الأحداث أو بين كل فترة زمنية وغالبا ما تبنى حسب التسلسل التاريخ للأحداث. الطريقة الخامسة (هيرمانتيك) وتعني التفسيرية هي أكثر الطرق نسبية حيث يقوم الباحث بتفسير النصوص وتأويلها وفقا لما يراه الباحث لمحاولة خلق معاني جديدة وفهم جديد للنصوص مع تبرير فهمه وشرح كيف وصل لهذه النتائج وترك الحكم للقارئ على تقييم جودة الاستنتاجات وكانت بدايتها بتفسير النصوص الدينية المسيحية ثم تطورت كأسلوب بحث علمي نسبي.
تعتبر طرق التحليل الكودي هي الطرق الأكثر انتشارا بين الباحثين وهي تعتمد على إيجاد الأكواد (Codes) وهي مفاتيح أو كلمات تأخذ من البيانات لمحاولة رسم وتحديد معالم الظاهرة المقصود دراستها وهي مفيدة لدراسات المفهوم وتحديد العوامل المؤثرة (الأسباب والعوائق) والآليات والخطوات. وتحدد وهذه الكلمات وفقا لأي من العوامل التالية:

1.  كثرة ورودها في البيانات حيث أن هذه الأكواد تساهم في تحديد الصفات العامة للظاهرة
2. الكلمات التي ذكر المجبين أنها مهمة أو صاحب ذكرها رفع لنبرة الصوت أو التكرار أو أي أشارة تدل على الأهمية وهذه الأكواد تساهم في تحديد الخصائص المهمة للظاهرة حتى لو أنها لم تتكرر
3. الكلمات التي يرى الباحث أنها تجيب بشكل مباشر على أسئلة البحث وتضيف له قيمة جديدة حيث أن الباحث هو أعلم شخص بالبيانات التي يحتاجها والتي قد تساهم في تطوير البحث وتقديم أفضل نتائج
4. الكلمات التي نوقشت في الدراسات السابقة سواء بالتأييد أو الرفض فهذا النوع من الأكواد يعين على الربط فيما بعد بالإطار النظري ومناقشة مساهمة الباحث
5. الكلمات الجديدة أو الغريبة التي لم تتكرر كثيرا ولم تذكر في الدراسات السابقة. هذه الأكواد قد تسهم فيما بعد بتطوير نظرة جديدة أو مفهوم مختلف للظاهرة حسب ما يراه الباحث


بعد ذلك تقوم طرقتي الثيماتيك والديسكورس على الربط بين هذه المفاتيح لبناء نموذج الظاهرة وتحليل البيانات وفقا إفادات المجيبين أو صفاتهم (مثل العمر والجنس والمستوى التعليمي والدخل الشهري أو أي صفات أخرى يمكن ربطها بالظاهرة). أما الكنتنت أناليسيس فإنها تقوم بعمل تحليل كمي للبيانات النوعية لغرض معرفة أكثر العوامل أهمية أو تأثيرا وهي تقوم على مبدأ أن تكرار الكود دليل على أهميته فبالتالي تقوم بحساب نسب وعدد مرات تكرار الأكواد وهي من الحالات القلائل التي يستخدم في العدد في التحليل النوعي.

أتمنى لكم التوفيق